يمكن التفكير بالعديد
من إمكانيات وطرق الإنتاج والاستخدام الخاصة بالمواد المطلوبة لعمليات الاقتراع المتعددة
والكثيرة، والتتي تتراوح من النموذج المطبوع البسيط، إلى انتاج مواد مركبة ومعقدة إلى
حد كبير. وتشكل القدرات الإنتاجية المتوفرة محلياً عنصراً هاماً عند التخطيط وتقييم
الاحتياجات من المواد ومواصفاتها. (للمزيد حول مختلف المواد الضرورية لعمليات الاقتراع
راجع المواد والأجهزة).
تقييم القدرات الإنتاجية
يجب أن نأخذ المسائل التالية بعين الاعتبار
عند القيام بتقييم القدرات الإنتاجية القائمة:
·
عمليات
ووسائل أو نظم الانتاج المتوفرة.
·
مدى
إمكانية الوثوق في عمليات ووسائل الإنتاج وتوافر خدمات الصيانة لها.
·
الطاقة
الإنتاجية، خاصةً القدرة على توفير المواد الانتخابية في نفس الوقت الذي يتم فيه الانتهاء
من عقود توريد أخرى قد تكون بدأت قبل العملية الانتخابية، بالإضافة إلى المدة الزمنية
الضرورية للتخطيط، والبدء بالتنفيذ واختبار العينات الأولى لعمليات الإنتاج.
·
مواقع
أماكن الإنتاج، أخذاً بعين الاعتبار وسائل النقل وبنى التحتية ذات العلاقة (راجع وسائل النقل).
تأثير
ذلك على تصميم المواد ومواصفاتها
تؤثر القدرات والطاقة الإنتاجية لإنتاج
المواد الانتخابية في تصميم تلك المواد ومواصفاتها. وعادةً ما تؤثر في الإجراءات الأساسية
أو الرئيسية التي يمكن تنفيذها في عمليات الاقتراع. وعلى سبيل المثال:
·
تتأثر
الإجراءات الخاصة بأمن أوراق الاقتراع وصحتها بالقدرة على إنتاج أو الحصول على ورق
خاص يشتمل على علامات مائية أو وسائل أمان أخرى لطباعة أوراق الاقتراع.
·
في
حال عدم وجود مطابع تستطيع تنفيذ أعمال الطباعة الملونة بالحجم المطلوب، فإن تصميم
مواد توعية أو أوراق اقتراع ملونة قد يصبح أمراً عالي الكلفة لأنه يجب استيراده من
الخارج، أو قد يتحول إلى أمر مستحيل التطبيق.
في المقابل، فإن البنية التحتية القائمة
والمتعلقة بالقدرات الإنتاجية تتحكم في إمكانية تحقيق بعض التوفير في الكلفة، كاستخدام
صناديق اقتراع ومواد انتخابية أخرى مصنعة من مواد خفيفة شبه دائمة أو تصلح لمرة واحدة
فقط مثلاً.
تأثير ذلك على مواعيد وبرامج التوريد
تعتمد كميات المواد الانتخابية المطلوبة
على عدد الناخبين المسجلين، وبالتالي لا يمكن التلاعب بها بسهولة. لذلك فإن الطاقة
الإنتاجية تعتبر من العناصر الرئيسية التي تحدد ما يتعلق ببرامج ومواعيد تصميم وتوريد
المواد الانتخابية. فالطاقة الإنتاجية المنخفضة تعني:
·
ضرورة
العمل على التخطيط لتوريد المواد والتجهيزات في وقت مبكر قبل الانتخابات.
·
يجب
الشروع في الإنتاج في وقت أبكر.
·
في
الحالات التي لا تتوفر فيها تسهيلات الإنتاج لحالات الطوارئ، يجب رفع العدد أو الكمية
المطلوبة من المواد تحسباً لأي طارئ لاحقاً.
·
ستكون
هناك حاجة لبعض المخازن لفترات زمنية أطول.
يجب التمعن في الطاقة الإنتاجية بحذر،
عند العمل على وضع الجدول الزمني للانتخابات وإجراءاتها. وفيما يلي مثالين على ذلك:
·
السماح
بإدخال تعديلات على قوائم الناخبين حتى فترة قريبة جداً من يوم الاقتراع من شأنه أن
يسهم في زيادة الفرص المتاحة للمشاركة، إلا أنه قد لا يكون واقعياً أو ممكناً في حال
عدم توفر القدرة على طباعة قوائم إضافية أو معدلة للناخبين في الوقت المناسب وبما يسمح
بتوزيعها على مختلف محطات الاقتراع قبل حلول موعد الاقتراع.
·
يجب
مواءمة توقيت إقفال باب الترشيح للانتخابات مع القدرة على مراجعة، وطباعة وتوزيع أوراق
الاقتراع قبل حلول موعد الاقتراع.
المواد المطبوعة
تتطلب عمليات الاقتراع كميات كبيرة ومتنوعة
من المواد المطبوعة، مثل النماذج، وأوراق الاقتراع، وقوائم الناخبين، ومواد التوعية،
واليافطات، إلخ. ولكثير من هذه المواد أطر زمنية قصيرة جداً بين لحظة توافر المعلومات
الواردة عليها ولحظة انتهاء توزيعها والاستفادة منها.
لذلك فإن توافر طاقة إنتاجية عالية في
مجال الطباعة تعتبر أمراً أساسياً للتحقق من تنظيم عمليات الاقتراع بنجاح. وفي الحالات
التي تكون فيها تلك القدرات محدودة، يجب العمل على إعداد وتنفيذ برامج دقيقة وصارمة
تتعلق بأعمال الطباعة وتنفيذها تدريجياً حسب الحاجة، وذلك كمسألة حيوية لتنفيذ العملية
الانتخابية.
مصادر التوريد
هناك ميزات قد تنتج عن مواءمة البرامج
والمواعيد الخاصة بتصميم وتوريد المواد الانتخابية مع القدرات الإنتاجية المحلية، وذلك
فيما يتعلق بمزيد من الإشراف والرقابة على الخدمات، والنوعية، والتوريد، والتكلفة،
والأطر الزمنية لتوريد المزيد من المواد عند الحاجة. وخاصةً في البلدان النامية، فإن
الاعتماد على مصادر التوريد الخارجية، وبينما يسهم في تمكينها من الحصول على مواد أفضل
على المدى القصير، إلا أنه يرفع من كلفة تلك المواد، ويحد من القدرة على الإشراف على
التوريد والخدمات، ويدفع باتجاه الاعتماد على نظم وترتيبات أقل استدامة ومرونة من غيرها.
وبالإضافة إلى المواد المستخدمة في عمليات
الاقتراع، فإن التنظيم المهني والإشراف الجيد على عمليات الاقتراع يتطلب إعداد أدلة
ومواد إرشادية أخرى لموظفي الانتخابات.
التخزين والتوزيع
تحتاج المواد والتجهيزات الخاصة بعمليات
الاقتراع إلى مخازن آمنة قبل توزيعها على محطات الاقتراع. كما وأن المواد المستردة
من محطات الاقتراع، وخاصة الحساسة منها، تحتاج للتخزين بشكل آمن لفترة من الزمن بعد
الانتخابات، لا تقل عن انقضاء المدد القانونية التي يمكن خلالها الاعتراض على نتائج
الانتخابات. وهناك حاجة لتخزين تلك المواد كذلك في النظم التي يجب فيها إعادة عد وفرز
الأصوات لاحقاً، وذلك حتى انقضاء مدة عمل المنصب الذي تم انتخابه بموجبها.
تحتاج عمليات توزيع واسترداد المواد
الانتخابية من محطات الاقتراع إلى تخطيط جيد وفعال لعمليات النقل، وكذلك إلى طرق ناجعة
لتحديد وتجميع احتياجات محطات الاقتراع من المواد.
وفي معظم الحالات، فإن أفضل وأنجع سبل
توفير وتوزيع المواد على محطات الاقتراع تتمثل في القيام بإعداد مجموعات أو رزم متطابقة
من المواد مركزياً أو على مستوى الدائرة الانتخابية، ومن ثم القيام بتوزيعها على كافة
محطات الاقتراع انطلاقاً من موقع التجميع مباشرةً.
الاتصالات
تتطلب عمليات الاقتراع شبكة واسعة من
الاتصالات الفعالة بين موظفي الإدارة الانتخابية، ومن وإلى محطات الاقتراع، ومع شركاء
آخرين في العملية الانتخابية كقوى الأمن والطوارئ، والأحزاب السياسية والمرشحين، والسلطة
التنفيذية، وغيرها.
استناداً إلى التوزيع الجغرافي لمحطات
الاقتراع، فإن الحفاظ على اتصال دائم ومباشر معها جميعاً أثناء يوم الاقتراع وعد وفرز
الأصوات في غالبية الأحيان، قد يشكل واحداً من أهم التحديات التي تواجه إدارة عمليات
الاقتراع، وخاصةً في البلدان التي تمتلك وسائل اتصال وبنى تحتية متواضعة. لذلك فإن
استخدام مختلف وسائل الاتصال، بما فيها اللاسلكية، والمتنقلة أو المحمولة، والخطوط
الهاتفية، وكذلك الوسائل المساندة الأخرى، يحتاج إلى تخطيط مسبق ومبكر ودقيق.
الاعتبارات الخاصة بمراقبي الانتخابات
يحتاج مراقبو الانتخابات، المحليين والدوليين،
وكذلك مدراء الانتخابات، للتخطيط للحصول على المواد الخاصة بهم، وتوريدها، ونقلها،
وكذلك ما يتعلق بوسائل الاتصال، وذلك بكل حذر وعناية بوقت كافي قبل الانتخابات.