يعتبر وضع خطة استراتيجية إحدى الخطوات الرئيسية نحو تركيز جهود هيئة إدارة الانتخابات على تحقيق مجموعة من الأهداف المتفق عليها والمستندة إلى المسؤوليات المحددة قانونًا. فالخطة الاستراتيجية هي الوسيلة الإدارية التي تنبع منها قرارات هيئة إدارة الانتخابات الأساسية - كالتخطيط التشغيلي وتحديد الأولويات وتخصيص الموارد وتحديد معايير الخدمة. كما توفر الخطة الاستراتيجية لهيئة إدارة الانتخابات مرجعية هامة للخدمة، وتقوية تنظيمها الداخلي وتكامله وتطويره. وهي تساعد هيئة إدارة الانتخابات على العمل وفهم بيئتها المتغيرة.
كما أن الخطة الاستراتيجية تمثل وثيقة توثِّق الغرض من وجود هيئة إدارة الانتخابات، وما تقوم به من مهام ولماذا، وما تصبو إلى تحقيقه. وبالإضافة إلى كونها خارطة طريق توجِّه عمل هيئة إدارة الانتخابات وتحفزه لسنواتٍ محددة، فإنها تلعب دورًا هامًا كمرجع يمكن لباقي أصحاب المصلحة في العملية الانتخابية قياس مستويات أدائها استنادًا له.
إن وجود هيئة إدارة انتخابات دون خطة استراتيجية يشبه الطيار الذي يسير بلا بوصلة.
تحدد الخطة الاستراتيجية الفعّالة لهيئة إدارة الانتخابات رؤية لمؤسسة مفتوحة وديمقراطية وخاضعة للمساءلة. كما أنها تتسق مع الولاية القانونية لهيئة إدارة الانتخابات، ويتم تنفيذها في إطار الدستور وقانون الانتخابات. وهي تضع في الاعتبار جميع العوامل المعروفة التي يمكن أن تؤثر على أداء هيئة إدارة الانتخابات، مثل البيئة التنظيمية أو التقنية أو احتمال حدوث تعارضات أو مشاركة أصحاب المصلحة أو لا مبالاة الناخبين والعلاقات بين هيئة إدارة الانتخابات وبين الحكومة.
وقد يكون من المستغرب أن تغطي الخطة الاستراتيجية لهيئة إدارة الانتخابات أكثر من دورة انتخابية واحدة على المستوى الوطني، وذلك نظرًا لأن عمليات المراجعة التي تلي الفعاليات الانتخابية قد تؤدي إلى تغييرات كبيرة في بيئة إدارة الانتخابات. ولا تكون الخطة الاستراتيجية منقوشة على الحجر: بل هي بمثابة دليل عملي واستراتيجي، ولابد أن تتطور إذا حدثت تغيرات كبرى في البيئة الداخلية أو الخارجية تستلزم استراتيجية منقحة.
ولكن من المهم أيضًا أن تأخذ الخطة الاستراتيجية في الاعتبار عوامل بيئية مثل زيادة استخدام الإنترنت عالميًا أو ارتفاع الطلب على التصويت خارج الوطن والذي يمكن أن يغير، على مدار عدة دورات انتخابية، من السياق الذي تُجرى فيه الانتخابات. ويمثل الشكل 8 الموجود على الصفحة 160 مثالًا لخطة استراتيجية ملخصة وجيزة، وضعتها هيئة إدارة الانتخابات الأسترالية.



العناصر الأساسية للخطة الاستراتيجية هي:
- الرؤية: ما تصبو إليه هيئة إدارة الانتخابات
- الرسالة أو الهدف أو المهمة: محور تركيز هيئة إدارة الانتخابات
- القيم: المفاهيم الأخلاقية التي ترتكز إليها أنشطة هيئة إدارة الانتخابات، كالنزاهة والخضوع للمساءلة والاستقلال والمهنية والكفاءة والمساواة والاهتمام بتقديم الخدمة
- النتائج ومجالات التركيز: ما تصبو هيئة إدارة الانتخابات إلى تحقيقه
- النتائج الأساسية: الآثار التي تطمح هيئة إدارة الانتخابات لتركها في بيئتها المحيطة
- المؤشرات: الأهداف القابلة للقياس التي تساعد على تحديد مدى تمكن هيئة إدارة الانتخابات من تحقيق النتائج المقصودة
- بيانات هيئة إدارة الانتخابات: إنشاء الهيئة وهيكلها التنظيمي وتكوينها
- استراتيجية إدارة الأداء: كيف ستعمل هيئة إدارة الانتخابات على تعزيز أداء الأفراد وفريق العمل والمؤسسة ككل بطريقة شمولية ومنهجية ومستدامة
وقد يمثل تحليل هيئة إدارة الانتخابات لما لديها من مواطن القوة والضعف والفرص المتاحة والعقبات والتهديدات أداة هامة تسهم في تسهيل وضع خطة استراتيجية. فتحديد العناصر المتعلقة بالسياق التي تستند إليها النتائج المطلوبة في الخطة الاستراتيجية يعد أمرًا ضروريًا لتقييم الإنجازات تقييمًا صحيحًا. أما السياق المفترض فيمكن أن يشتمل على مستويات محددة لمشاركة أصحاب المصلحة ووجود البنية التحتية الملائمة لدعم الخطة الاستراتيجية وتوظيف الموظفين المؤهلين وذوي الخبرة المطلوبة والاحتفاظ بهم. ويحتمل أن يكون لكل بلد سياقه الخاص، كالجهود التي تبذلها هيئة إدارة الانتخابات للتعامل مع الصراعات العرقية، على سبيل المثال، أو مع مؤثرات فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز على موظفيها.
من المهم أن تستشير هيئة إدارة الانتخابات أصحاب المصلحة فيها فيما يتعلق بوضع خطتها الاستراتيجية ورصدها وتقييمها. ويؤدي هذا إلى تعزيز وعي أصحاب المصلحة وتقديرهم للتحديات التي تواجهها هيئة إدارة الانتخابات ومواطن القوة فيها، بالإضافة إلى تعزيز ثقتهم في العملية الانتخابية بشكل عام. كما يعزز من وعي هيئة إدارة الانتخابات بتطلعات شركائها وأولوياتهم.
دورات متخصصة في التخطيط وبناء الجدول الزمني للمراحل العملية الانتخابية
يرجى افادتنا حول امكانية عمل دورة تدريبية او المشاركة في دورة تدريبية تتعلق بالتخطيط والتنسيق الميداني للانتخابات وكيفية اعداد الجداول الزمنية، وهو ضمن مهام عملي في لجنة الانتخابات المركزية في فلسطين، حيث انني اتطلع الى اثراء المعلومات لدي بافضل الطرق والاساليب والممارسات الفضلى في تجارب الانتخابات في هذا الشأن.
احترامي