تعد الأحزاب السياسية والمرشحون من أصحاب المصلحة الأساسيون؛ ويجب أن تضع هيئة إدارة الانتخابات في إعتبارها اهتماماتهم ومصالحهم عند رسم وتنفيذ السياسات والأنشطة. وما لم تكن هيئة إدارة الانتخابات على علاقة جيدة مع الأحزاب السياسية وتحوذ على ثقتها، فسوف تكون سياسات وبرامج الهيئة موضع انتقاد وسوف يصعُب عليها التمتع بدعم واسع من أصحاب المصلحة. وحين يُعيَّن مرشحو الأحزاب السياسية كأعضاء دائمين في هيئة إدارة الانتخابات، كما هو الحال في جورجيا، أو كأعضاء لا يتمتعون بحق التصويت كما هو الحال في المكسيك، يصبح هناك هيكل ثابت لحوار هيئة إدارة الانتخابات مع الأحزاب السياسية.
وممن الأرجح أن تزداد ثقة الأحزاب السياسية والمرشحين في هيئة إدارة الانتخابات التي تحافظ على سياسة الأبواب المفتوحة معهم، وتتعامل مع جميع الأحزاب السياسية والمرشحين باحترام وحياد وإنصاف وتهتم بآرائهم ومقترحاتهم. ومن المهم أن تقتنع جميع الأحزاب السياسية بأنها تُعامل بإنصاف وتمنح لها جميعا نفس الفرص والمعلومات من قِبل هيئة إدارة الانتخابات. ويمكن أن توفر الاجتماعات العادية التي تُعقد مع الأحزاب السياسية - والتي قد تزداد وتيرتها أثناء فترة الانتخابات - إطار عمل للاتصالات المتبادلة وأن تعزز حجم قبول جداول مواعيد هيئة إدارة الانتخابات وعملياتها ومخرجاتها.
لهيئة إدارة الانتخابات في كندا وليسوتو وجنوب أفريقيا ترتيبات تتواكب مع هذا النهج. أمّا في كينيا فتتواصل هيئة إدارة الانتخابات مع الأحزاب من خلال لجنة الاتصال بالأحزاب السياسية والتي تُشكّل بشكل رسمي. وفي جنوب أفريقيا يشترط القانون أن تشكل هيئة إدارة الانتخابات لجان اتصال بالأحزاب السياسية على كافة المستويات الحكومية من المستوى الوطني إلى المستوى المحلي، وتلعب عضوية الأحزاب السياسية، دون التمتع بحق التصويت، في هيئة إدارة الانتخابات دورًا مماثلًا. وتقوم بعض الدول الأخرى، مثل أستراليا، بتأسيس كيانات استشارية على الرغم من أن ذلك غير مطلوب قانونًا. ومن المفضل أن تقابل هيئة إدارة الانتخابات كل الأحزاب السياسية في نفس الوقت (وليس كل حزب على حدة) لمناقشة قرارتها أو سياساتها. يجب تقديم محاضر جميع هذه الاجتماعات إلى كل الأحزاب السياسية سواء حضروا هذه الاجتماعات أم لا.
بالإضافة إلى هذه الاجتماعات الدورية قد تستطيع هيئة إدارة الانتخابات تحسين علاقتها مع الأحزاب السياسية بدمج ممثليها وإشراكهم في الفعاليات التي ترعاها الهيئة. ومن أمثلة هذه الأنشطة المشتركة الزيارات التعريفية لمرافق تسجيل الناخبين أو المشاركة في ورش عمل توعية وتثقيف الناخبين أو المقابلات الإعلامية المشتركة أو المناظرات العلنية بين المرشحين برعاية هيئة إدارة الانتخابات. ويجب منح فرص متساوية لمشاركة جميع الأحزاب/الكتل السياسية والمرشحين.
ومن المهم مشاركة الأحزاب السياسية في المشاورات لوضع الأهداف الاستراتيجية لهيئة إدارة الانتخابات وتقييم أدائها. ومن منطلق كونهم من العملاء الأساسيين لهيئة إدارة الانتخابات، تعد آراء الأحزاب السياسية والمرشحين عن التركيز الرئيسي للهيئة وأولوياتها والخدمة التي تقدمها وسيلة مفيدة لتحسين الإدارة الانتخابية. ومن المفيد أيضًا أن تقوم هيئة إدارة الانتخابات بعد كل حدث انتخابي بدمج الأحزاب السياسية في المشاورات العامة مع أصحاب المصلحة لبحث كيفية تحسين الإطار الانتخابي وأخذ ذلك في الاعتبار في أي اقتراحات تقدم لعملية الإصلاح الانتخابي.