تعد الموارد البشرية هي أثمن أصل من أصول أي منظمة - سواء العمالة الدائمة أو المؤقتة أو المعينة بعقد. وإذا ما لم تحمِ هيئة إدارة الانتخابات مصالح موظفيها وتستجيب لمطالبهم، فقد تفشل في تنظيم انتخابات ناجحة. ويمكن أن يتسبب الموظفون غير المخلصين لهيئة إدارة الانتخابات ومبادئها في تعطيل تنفيذ برامجها أو أن يسهل إفسادهم على أيدي الموردين الراغبين في كسب مناقصة أو السياسيين الذين يريدون الفوز في الانتخابات. كما يمكن أن يُضرب الموظفون غير الراضين عن العمل، حتى أثناء إجراء الانتخابات، وبالتالي يخرجون العملية الانتخابية عن مسارها.
لا يمكن أن تفترض هيئة إدارة الانتخابات أن موظفيها سيكونون أولياء لها وأنهم سوف يشاركون قيم الهيئة تلقائيًا ويعملون باجتهاد على تطبيقها: بل الهيئة بحاجة لدعم هذا الولاء والمهنية وغرسه. وتعد إحدى أبرز مميزات هيئة إدارة الانتخابات التي تتسم بالمهنية أنها تستطيع إخبار موظفيها بأمانة أن عملهم وعمل المنظمة ذو قيمة في حد ذاته، ويمكن أن يسهم في رفاهية البلاد بشكل كبير. ويجب التركيز على ذلك بشكل دائم. بالإضافة إلى ذلك يجب على هيئة إدارة الانتخابات معاملة كل موظفيها بأمانة وبشكل عادل، ومنحهم رواتب منافسة لرواتب أقرانهم وتوفير ظروف عمل جيدة، وإدراك الحاجة إلى فرص الترقي الوظيفي، والاحتفاء بإنجازات العاملين، وتوفير بيئة عمل آمنة، وضمان إتاحة الفرص بشكلٍ متساوٍ، وتعزيز ثقافة التعاون والعمل الجماعي والثقة، وتدريب الموظفين وتنمية قدراتهم ليتمكنوا من تعزيز مهاراتهم وتنويعها، وإشراك الموظفين في التنظيم والتخطيط لعملهم.
تمثل العمالة المؤقتة التي يتم توظيفها في فترة الانتخابات، بالنسبة لأغلب الناخبين، الوجه العام لهيئة إدارة الانتخابات. وفي العديد من الدول تمثل هذه العمالة مجموعة تعمل في كل انتخابات ولذلك فإنهم يمثلون المنظمة سواء بشكل رسمي أو غير رسمي في مجتمعاتهم المحلية وليس فقط في وقت الانتخابات. وإذا كان لديهم الدافع لإبراز صورة إيجابية عن المنظمة فيمكن أن يساعد هذا في توطيد الثقة في العملية الانتخابية ودعمها مع مرور الوقت. ويجب أن تأخذ البلدان التي توظف آليات تعمل على تقليل تفاعل الجمهور مع الموظفين، مثل اتباع طريقة التصويت البريدي الشامل، هذا العامل في اعتبارها.
يجب على هيئات إدارة الانتخابات تكريس جهودها لدعم موظفيها وغرس قيم الإدارة الانتخابية المهنية فيهم والاستجابة بصدق وأمانة لاحتياجاتهم.
يمكن أن تكون هيئات إدارة الانتخابات التي تتبع النموذج الحكومي وهيئات إدارة الانتخابات الأخرى التي يعمل بها موظفو الخدمة العامة، مُلزمة باللوائح التي تسري على الخدمة العامة بأسرها، وبالسياسات التي قد تقيد قدرتها على التعامل مع الموظفين من أصحاب المصلحة بالشكل المناسب. وفي مثل هذه الهيئات، قد تعتمد علاقات الموظفين بشكل أكثر على سلوكيات إدارة هيئات إدارة الانتخابات تجاه موظفيها وليس على قدرتها على توفير مزايا مادية.