أدى تطوير الجمعيات الإقليمية للمنظمات الانتخابية والعولمة المضطردة للانتخابات من خلال المناداة بوضع معايير دولية للانتخابات الديمقراطية إلى تأسيس منتدى عالمي لمناقشة مسألة التعاون فيما بين هيئات إدارة الانتخابات. وكان مؤتمر المنظمة الانتخابية العالمية الذي عقد لأول مرة في أبريل/نيسان من عام ١٩٩٩ في أوتاوا بمثابة لقاء دولي جمع ممثلين عن الجمعيات الإقليمية لموظفي إدارة الانتخابات. كما تم عقد مؤتمرات تالية في المكسيك (2003) والمجر (2005) والولايات المتحدة (2007) وبوتسوانا (2011) وكوريا الجنوبية (2013). وتتيح مؤتمرات المنظمة الانتخابية العالمية الفرصة لجمعيات موظفي الانتخابات للتواصل فيما بينها في إطار مهني عالمي، كما تعد تلك المؤتمرات بمثابة ملتقى للتعرف على جوانب الاحتياج فيما يتعلق بالإدارة الانتخابية، والبرامج التي يمكن تطويرها لتلبية تلك الاحتياجات.
وقد قامت لجنة الانتخابات الوطنية في جمهورية كوريا بتدشين جمعية هيئات الانتخابات العالمية التي عقدت جلستها الافتتاحية أثناء المؤتمر السادس للمنظمة الانتخابية العالمية في أكتوبر/تشرين الأول 2013. وتعد جمعية هيئات الانتخابات العالمية منظمة دولية تم إنشاؤها برؤية تركز على تعزيز الكفاءة والفاعلية في إجراء انتخابات تتميز بالحرية والعدالة والنزاهة والشفافية والمشاركة في شتى أنحاء العالم. وعضوية جمعية هيئات الانتخابات العالمية مفتوحة لهيئات إدارة الانتخابات الوطنية. ويجوز للجمعيات الإقليمية لهيئات إدارة الانتخابات الانضمام إلى جمعية هيئات الانتخابات العالمية كأعضاء مشاركين في حين يمكن للمنظمات الدولية ذات الصلة بالانتخابات أن تنضم إليها كشركاء.
وتعد شبكة المعرفة الانتخابية (أيس) (http://www.aceproject.org)التي هي بمثابة استمرار وتحويل لمشروع "إدارة وتكلفة الانتخابات" الأصلي، نتاجًا للتعاون القائم بين المؤسسة الدولية للديمقراطية والمساعدة الانتخابية والمعهد الانتخابي لاستدامة الديمقراطية في أفريقيا والمنظمة الكندية للانتخابات والمعهد الفيدرالي للانتخابات في المكسيك والمؤسسة الدولية للنظم الانتخابية وإدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالأمم المتحدة وشعبة المساعدة الانتخابية للأمم المتحدة ومركز كارتر وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي. وتعد شبكة مجموعة المعارف الانتخابية بمثابة خدمة معرفية حيوية على الإنترنت تقدم معلومات شاملة ومدققة حول الانتخابات وتعمل على تعزيز التواصل والتبادل بين العاملين في المجال الانتخابي، بالإضافة إلى توفير خدمات تتعلق ببناء القدرات المهنية. وتعرض هذه الشبكة معلومات حول جميع أوجه العملية الانتخابية تقريبًا، مع التركيز على مسائل تتعلق بتكلفة الانتخابات واستدامتها، ومهنيتها وسبل تعزيز مستويات الثقة في العملية الانتخابية. ويتيح الجزء الخاص بالتواصل والتبادل من تلك الشبكة، المعروف باسم شبكة خبراء أيس الممارسين، الفرصة للتواصل مع شبكة من الخبراء المتخصصين في الانتخابات من كافة أرجاء العالم الذين يقدمون خدماتهم الاستشارية من خلال الإنترنت. كما تعمل هذه الشبكة على تشجيع العاملين في المجال الانتخابي على التعاون فيما بينهم بشأن الموضوعات والتحديات الانتخابية المشتركة، وعلى إنتاج المزيد من مصادر المعرفة وتبادلها واستخدامها، والمساعدة في ابتكار أساليب مشتركة، وتطوير القدرات المهنية لكل المشاركين في فعاليات تتعلق بتنظيم انتخابات سلمية تتمتع بالمصداقية والاستدامة والسلمية وفعالية التكلفة.
وقد ساهم الاستخدام المتزايد لشبكات التواصل الاجتماعي أيضًا في تيسير عمليات الاتصال بين موظفي الانتخابات، كما انتشرت العديد من المجموعات والمنتديات المخصصة للتعامل مع المسائل الانتخابية على مواقع مثل فيس بوك ولينكد-إن وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي. وتتيح تلك الشبكات مزيدًا من الفرص لتبادل الخبرات والتجارب والتعرف على الخبرات العملية وتعزيز المصادر ذات العلاقة بالانتخابات.
وهناك ميزة تتمثل في دراسة بعض القضايا والمسائل الانتخابية على المستوى العالمي ثم وضع السبل اللازمة لمواءمتها للواقع الإقليمي أو الوطني. ومن بين تلك المسائل ما يتعلق برفع مستويات فعالية التكلفة في إدارة الانتخابات، والمبادئ العامة والممارسات الفضلى في إدارة الانتخابات، ومدى فعالية اقتناء وسائل التقنية الانتخابية الحديثة ومدى ملاءمة أسعارها والأطر التشريعية للانتخابات والاستفتاءات، بالإضافة إلى آليات تعزيز العدالة الانتخابية.